وكالة أنباء الحوزة - قال ممثل آية الله السيستاني في كربلاء المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي، في خطبة الجمعة التي ألقاها من داخل الصحن الحسيني الشريف، ان "جيل الشباب هو مكمن القوة والعطاء للامة ومرتكز الاداء للوظائف والمهام الاساسية للحياة واعتنت الشريعة الاسلامية والمجتمعات الواعية المتحضرة للشباب وبنائهم بشكل صحيح واعطت بنفس الوقت الاهتمام من تحصينهم من الفساد والانحلال".
وبين ان "الدين الاسلامي في بعض الأحاديث اعطت الشباب الصالح أولئك السبعة الذين يظلهم الله بظله ومساواتهم بالامام العدل".
ولفت الشيخ عبد المهدي الكربلائي الى، ان "بعض المخاطر والتحديات المعاصرة التي يمر بها جيل الشباب ولعل أهمها هو الغزو الثقافي والمعرفي والاخلاقي ونجد اليوم كل هذه الثقافات والمعارف انفتحت على الشباب في خضم التطور التكنلوجي وهناك سيول عارمة من الثقافات والعادات والمبادئ والاخلاق والقيم تضخ الى الشباب في كل دقيقة من حياة الشاب".
وأضاف، ان "الشباب في مرحلة قليل الخبرة والمعرفة والنضج الكافي في ان يخبر الحياة بصورة دقيقة وكاملة وقد تغويه وتخدعه بعض المعارف والثقافات في وسائل التواصل الاجتماعي وقد يتبنى هذه الثقافات وهي ثقافات خادعة".
وحذر ممثل آية الله السيستاني من "إنعكاسات حالة الاحباط والضياع واليأس والقلق للشباب" مبينا انه "وبعد تخرج الطالب او وصل الى قدرات فنية او لديه طاقة وابداع وحاول اني يفرغ ما حصل عليه من علم ومهنة وطاقة ولكن لا يجد شيئا من ذلك ما قد يضطره الى أمور لا نفع فيها وهي مشكلة تواجه شبابنا في الوقت الحاضر".
ولفت الى "العوز والحرمان المادي والعاطفي واذا لم يجد الشاب ما يشبعه هذه الحاجات فقد يؤدي الى اللجوء الى طرق منحرفة خاصة اذا كانت لديه اصدقاء سوء".
وشدد على "نبذ النظرة الدونية للشباب في المجتمع وهي مسألة خطيرة خاصة في مجالات العمل لانها ستقتل فيهم الطموح ونميت فيه القدرات ونحرم المجتمع من طاقتهم ونحطم نفسيتهم وقدراتهم ويجب النظر الى كيفية التوظيف والاهتمام بطاقات الشباب وهم في قمة حيوتهم خدمة للمجتمع وان لا نحرم انفسنا من هذه الطاقات".
وتابع الشيخ عبد المهدي الكربلائي ان "من المخاطر التي تهدد الشباب مسألة الاعتداد والغرور والعجب بالنفس وتضاف لها قلة الخبرة في الحياة ويجد نفسه بان ما لديه هو الصحيح وقد ينزلق الى مخاطر خطيرة".
وأوضح ان "مفهوم النجاح الحقيقي الذي يحقق السعادة والكمال للانسان هي كلمة الفلاح اي النجاح وليس المال او السلطة او الجاه او الدراسة الاكاديمية فقط فمن الخطأ توجيه كل العناية لها رغم اهميتها وإهمال القيم والاخلاق والمبادئ والانسانية".
وأكد على ضرورة "إفهام الابناء والشباب بان الدراسة والنجاح مطلوب لكن يجب التوقف على باقي المبادئ من العقيدة والعلاقات الاجتماعية والاخلاق والقيم وغيرها واعطاء حقها في الحياة" داعياً "المؤسسات الرسمية والاجتماعية والاسرة الاهتمام بالشباب وبالشكل الذي يستحقونه".